المميزون ابداعات مربو الأجيال
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة يرجى التكرم بتعريف نفسك ..والدخول إلي ا لمنتدي إذا كنت عضوا أو التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الي أسرة المنتدى
التسجيل سهل جدا وسريع وفي خطوة واحدة
وتذكر دائما أن باب الأشراف مفتوح لكل من يريد
شكرا الإدارة

المميزون ابداعات مربو الأجيال
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة يرجى التكرم بتعريف نفسك ..والدخول إلي ا لمنتدي إذا كنت عضوا أو التسجيل ان لم تكن عضوا وترغب في الانضمام الي أسرة المنتدى
التسجيل سهل جدا وسريع وفي خطوة واحدة
وتذكر دائما أن باب الأشراف مفتوح لكل من يريد
شكرا الإدارة

المميزون ابداعات مربو الأجيال
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المميزون ابداعات مربو الأجيال

المميزون ابداعات مربو الأجيال
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول
أفضل 10 فاتحي مواضيع
علي م
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_rcapرحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً 110رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_lcap 
أحمد حسن
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_rcapرحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً 110رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_lcap 
نرجيس
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_rcapرحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً 110رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_lcap 
اولاداعمر عبدالسميع
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_rcapرحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً 110رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_lcap 
bahamaoui05
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_rcapرحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً 110رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_lcap 
Ali
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_rcapرحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً 110رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_lcap 
meriem
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_rcapرحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً 110رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_lcap 
mahdis28
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_rcapرحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً 110رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_lcap 
nounou2000
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_rcapرحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً 110رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_lcap 
مرام
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_rcapرحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً 110رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_vote_lcap 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 6 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 6 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 124 بتاريخ الثلاثاء 15 أكتوبر 2019, 11:42
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 
اليوميةاليومية
المواضيع الأكثر شعبية
مظاهر المواطنة
بطاقة قراءة كتاب
منازعات العمل الفردية وكيفية تسويتها
بحث حول الجرد
بطاقة قراءة حول كتاب " تطوير المنظمات
علاقة البلدية بالمدارس الابتدائية
سجل حضورك اليومي بنطق الشهادتين
تعريف باشاعر الثورة الجزائرية.مفدي زكريا
العطل والغيابات المسموح بها
نماذج الأسئلة الكتابية للمدراء الجدد
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط ابداعات مربو الأجيال المسيلة28 على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط المميزون ابداعات مربو الأجيال على موقع حفض الصفحات
المواضيع الأخيرة
» ملامح التخرج
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_icon_minitimeالإثنين 17 أبريل 2017, 18:07 من طرف bahamaoui05

»  أنموذج لمخطط السنوي لبناء التعلمات الخاص بالسنة الأولى الأسابيع المقاطع المحاور فهم المنطوق والتعبير ال
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_icon_minitimeالخميس 13 أبريل 2017, 12:25 من طرف Ali

» بعض مواصفات الأستاذ أوالمعلم المتميز
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_icon_minitimeالسبت 28 فبراير 2015, 15:57 من طرف علي م

» مسرحية : صراع الجهل والعلم
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_icon_minitimeالسبت 28 فبراير 2015, 15:54 من طرف علي م

» رسالة المعلم
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_icon_minitimeالسبت 28 فبراير 2015, 15:52 من طرف علي م

» علاقة البلدية بالمدارس الابتدائية
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_icon_minitimeالسبت 28 فبراير 2015, 15:49 من طرف علي م

» كتيب التدرجات
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_icon_minitimeالجمعة 19 سبتمبر 2014, 09:54 من طرف علي م

» القران الكريم
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_icon_minitimeالجمعة 08 أغسطس 2014, 17:48 من طرف علي م

» موقع unpef28
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_icon_minitimeالجمعة 08 أغسطس 2014, 17:08 من طرف Ali

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 53 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو fardjamùel فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 2216 مساهمة في هذا المنتدى في 766 موضوع

 

 رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علي م
نائب المشرف العام
علي م


تاريخ التسجيل : 29/03/2010
العمر : 57

رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً Empty
مُساهمةموضوع: رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً   رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً I_icon_minitimeالأحد 24 أكتوبر 2010, 17:43

رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً

الرحم عضو مجوف له جدار مكون من عضلات متينة، ولا يزيد حجمه عن خمسين سنتمتراً مكعباً . ولاشك أن مثل هذا الحجم لا يكفي لنمو الطفل واستيعابه على الرغم من جميع التحضيرات المهيأة له، لذا كان من الضروري تغير بنية الرحم أيضاً . وهكذا يزداد حجم الرحم على الدوام طوال فترة الحمل حتى يصل إلى 1100 سنتمترا مكعب . لذلك كان الرحم بفضل خاصيته هذه أفضل مكان لنمو البويضة المخصبة حتى تحولها إلى طفل كامل الملامح والأعضاء جاهز للخروج إلى الدنيا . وعلاوة على هذا فإن وجود الرحم في وسط عظم الحوض للمرأة يجعل هذا الرحم ملاذاً وملجأ أمنا للبويضة المخصبة حيث تتم صينانتها وحفظها طوال نموها وتطوره [1]
قال تعالى .. ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ..
( أي الجنين الأولي ) في مكان مناسب، ويجب أن يكون هذا المكان مختاراً بعناية وأن يكون مكاناً مصاناً وصالحاً أيضاً لتحقيق الولادة بعد تسعة أشهر، ويكون ـ علاوة على هذا ـ في مكان قريب من الأوعية الدموية للأم التي تحمل الغذاء إلى الجنين .
إن الجنين الموجود في قناة فالوب والمتوجه إلى الرحم يتصرف وكأنه على علم بهذه الأمور، ولذلك فإنه لا يحاول الالتصاق بأي نقطة أو موضع في قناة فالوب طوال الأيام التي يوجد فيها والتي تتراوح بين ثلاثة أيام وأربعة لأنه يعرف بأنه إن التصق أو انغرز في أي نقطة قبل وصوله إلى الرحم فإن هذا يعني نهاية وجوده، لذا يتقدم نحو الرحم ويفتش هناك عن موضع تكثر فيه الأوعية الدموية ويلتصق به . وعلى مثال البذور المنثورة في التربة والتي تنمو من جانب فوق سطح الأرض وتمد جذورها من جانب آخر إلى أعماق التربة، نرى أن الجنين يستمر في النمو وفي نفس الوقت فإنه ينغرز أكثر فأكثر في أعماق النسيج الذي يوفر له الغذاء، حيث يجد أوعية دموية جديدة تمده بغذاء جديد.
من المفيد هنا الإشارة إلى نقطة هامة، وهي أن قيام الجنين باختيار أفضل موضع له يعد ـ بحد ذاته ـ معجزة، فقد أشار فلاناغان، مؤلف كتاب " بداية الحياة " إلى هذا الأمر العجيب قلائلاً : " إن قيام مجموعة من الخلايا ( أي الجنين في مراحله الأولى ) يمثل هذا الأختيار الدال على نظرتها المستقبلية الحكيمة أمر يدعو على الدهشة " [2]

النقطة التي يشير إليها فلاناغان مهمة جداً، ومن أجل فهم هذه الأهمية نعطي مثالاً .
تصوروا أننا وضعنا طفلاً صغيراً بدأ بالمشي أمام بناية لم يرها من قبل وهي أكبر منها بملايين المرات، ثم انتظرنا أن يجد هذا الطفل غرفة هيئت فيها جميع متطلباته وحاجاته . فهل يستطيع مثل هذا الطفل الصغير أن يجد هذه الغرفة ؟ طبعاً لا يستطيع . وكما يستحيل على طفل صغير لم يبلغ العمر الذي يعقل فيه هذه الأمور ولم يملك بعد الخبرة والتجربة الكافية لإنجاز هذا الأمر، كذلك يستحيل على قطعة لحم حجمها بضعة سنتمترات ومتروكة في فراغ مظلم في الجسد أن تجد أفضل موضع لها والأكثر أماناً وحفظاً، بل إن الاستحالة لتبدو هنا أكبر .
وفوق هذا فإن الجنين لم يصبح بعد إنساناً، وعلينا ألا ننسى أن الجنين يكون آنذاك عبارة عن بضع مئات من الخلايا فقط، أي أنه لا يملك لا أذناً ولا عيناً ولا يداً ولا ذراعاً ولا دماغاً، بل هو مجرد قطعة صغيرة من اللحم، ولكننا نرى أنه يقوم بإبداء قابلية عجيبة ومدهشة في التعرف على أفضل موضع وأفضل مقر له .
و لا تنتهي المعجزات في خلق الإنسان بهذا، ففي كل مرحلة من مراحل هذا الخلق نحد سلسلة من المعجزات متداخلة الواحدة بالأخرى .
إلى هنا ذكرنا كيفية تكاثر البويضة المخصبة ،و كذلك كيفية اهتدائها إلى أفضل موضع لإدامة نموها وتطورها . غير أن سؤالاً يظهر أمامنا في هذه المرحلة، وهو : كيف تستطيع مجموعة من الخلايا المتشابهة تماماً والتي لا تملك أي خطاف ( أو كلاب أو صنارة أو أي عضو مشابه ) أن تلتصق وتتعلق بجدار الرحم ؟
إن الأسلوب الذي يستعمله الجنين في الالتصاق والتعلق بجدار الرحم أسلوب معقد جداً ويدعوا إلى التأمل تقوم الخلايا الموجودة في الطبقة الخارجية من الجنين بإفراز إنزيم يدعى " هيالورنديز" ومن مزايا هذا الإنزيم أنه ـ كما ذكرنا في موضوع الحُوينات ـ يستطيع تفتيت الطبقة الحامضية ( المتألفة من حامض الهيالورونيك ) الموجودة في جدار الرحم، كما يساعد هذا الإنزيم خلايا الجنين على اختراق غشاء الرحم والدخول إليه .
تقوم كومة الخلايا المسمات حوصلة الارومة blastocyst والتي وصلت إلى الرحم بمساعدة قناة فالوب بالاتصاف بجدار الرحم . وإن نجاح هذه المجموعة أو الكومة من الخلايا الكروية الشكل والتي لا تملك أي صنارة أو كلاب أو خطاف أو أ ي نتوء .. إن نجاح مجموعة الخلايا هذه في التعلق بجدار الرحم يعد معجزة من معجزات الخلق وتدين هذه المجموعة بهذا النجاح إلى الإنزيمات التي تفرزها الارومة المغذية trophoblast الموجودة على سطحها الخارجي .
وبفضل ذلك تستطيع بعض خلايا الجنين التهام بعض خلايا الرحم والتوغل فيه، فينغرز الجنين في جدار الرحم بشكل قوي ومتين .
يحتاج الجنين إلى الأوكسجين وإلى الغذاء على الدوام لكي يبقى حياً ولكي ينمو، وهكذا نرى أن هذا الجنين الذي نشأ من خلية واحدة مخصبة سيتزود بجميع حاجاته من هذا الموضع طوال تسعة أشهر .
إن قيام الجنين بالاهتداء إلى أفضل موقع له تم معرفته بأن من الضروري له الالتصاق بهذا الموضع وانغرازه فيه يعد ـ كما قلنا من قبل ـ أمراً محيراً ومدهشاً لأن هذه الكتلة الصغيرة من اللحم المؤلفة من مجموعة من الخلايا ترينا ـ بتصرفها هذا ـ أنها تملك القدرة على معرفة وعلى حساب حاجاتها وأنها تتصرف في ضوء هذه المعرفة . غير أن معرفة الجنين كيفية الالتصاق والانغراز وامتلاك بعض خلاياه قابلية خاصة لتحقيق هذا الأمر يعد أمراً محيراً ومدهشاً بنسبة أكبر، لأن من المستحيل تماماً قيام الجنين باستخدام العقل والإرادة وتحليل حامض الهبالورونيك الموجود في جدار الرحم ثم الإيعاز إلى بعض خلاياه للقيام بإفراز إنزيم هيالورنديز الذي يفك هذا الحامض ويفتته .
وكما ذكرنا سابقاً فإن أي إنسان لم يدرس الكيمياء دراسة خاصة يعجز عن معرفة هذه الأمور، بينما نرى أن بعض خلايا الجنين على علم بهذه الكيمياء ! وعلاوة على هذا العلم فهي تقوم ـ استناداً إلى هذا العلم ـ بإنتاج مواد كيميائية أيضاً للإبقاء على وجودها . ونحن لا نجد هذه القابلية المدهشة في جنين واحد بل في جميع الناس الذين عاشوا في السابق والذين يعيشون حالياً، حيث إن الجنين ( الذي يعد المرحلة الأولى لنشأة الإنسان ) ينجح بشكل خارق في الاهتداء إلى الموضع الصحيح وفي الالتصاق به .
وكما يظهر مما شرحناه حتى الآن حول تكوين الجنين والتغيرات الحاصلة في الخلايا الحاضنة له، فإن هناك خطة واعية بشكل ظاهر لكل مرحلة . ففي اللحظة المناسبة تماماً تحدث تغيرات في الخلايا المكونة لقناة فالوب، وفي اللحظة المناسبة أيضاً تقوم الخلايا الخارجية للجنين بإفراز إنزيم الهيالورونيداس .
إن وجود مثل هذا التخطيط الواعي في جسم الإنسان يشير بحق إلى أن هذه الفعاليات كلها تقع تحت سيطرة قدرة إلهية خارقة :
قال تعالى : (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:6) .

التصاق وتعلق الجنين في الرحم معجزة قرآنية :
عند التدقيق في الآيات القرآنية حول موضوع استقرار الجنين في الرحم والتصاقه به تظهر معجزة قرآنية مهمة، فعندما يذكر الله تعالى بدء نمو الجنين في رحم الأم يشبه هذا الجنين بالعلق : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ {5}) العلق 1ـ3
ويأتي العلق في اللغة العربية بمعنى الشيء المتعلق بموضع ما . وانسجاماً مع هذا المعنى أطلقت هذه الكلمة على ذلك المخلوق الذي يلتصق ويمص الدم .
والجنين يتعلق بجدار الرحم تماماً كما ورد في الآية الكريمة أعلاه . واستعمال القرآن منذ أكثر من ألف سنة هذه الكلمة في أيراد هذه الصفة للجنين النامي في بطن الأم والكشف عن هذه المعلومات قبل عدة عصور وفي عهد لم يكن مستوى العلم يسمح بالوصول إلى هذه الحقيقة يعد بلا شك إحدى معجزات القرآن .
المهمات المختلفة التي تنجزها الخلايا :
في اليوم الثامن من نمو الجنين تبدأ خلاياه بالتمايز حتى تظهر فيه ط
طبقتان : الطبقة الداخلية والطبقة الخارجية . خلايا الطبقة الداخلية ( واسمها " أمبريوبلاست" ) هي الخلايا الدائمة للجنين طوال حياته، أما خلايا الطبقة الخارجية ( تروفوبلاست ) فهي الخلايا المساعدة التي بتقى مع الجنين حتى الولادة، أي خلال تسعة أشهر فقط . وبعد هذه المدة تقوم خلايا الطبقة الداخلية بفصل نفسها عن خلايا الطبقة الخارجية التي استخدمتها خلال التسعة الأشهر ولا تبقى إلا المنطقة التي سيظهر منها الحبل السري الذي يربط ما بين الجنين والمشيمة في المستقبل . وهنا تأخذ خلايا أمبريوبلاست شكلاً قرصياً وتدعى " الأقراص الجنينية " .
يتم النمو التالي بشكل متناظر حول طرفي هذين القرصين . وتعد هذه العمليات بداية عمليات التنظيم في الجسم، ففي طرفي هذا الخط المستقيم تبدأ خلاياه جديدة بالتشكل، وهي خلايا إكتوديوم وخلايا إندوديرم وبينما خلايا ميزوديرم وكل طبقة من هذه الطبقات الثلاث ستشكل في المستقبل الأقسام المختلفة لجسم الطفل. [3]
تقوم الخلايا الخارجية ( خلايا إكتوديرم ) بإنشاء الأعضاء والغدد والأنسجة الداخلية، ومن هذه الأنسجة ينشأ الدماغ والحبل الشوكي وأعضاء الحواس وعدسات العينين، كما تقوم هذه الخلايا بإنشاء الجلد الخارجي والغدد العرقية وميناء الأسنان والشعر والأظافر . أما الطبقة الداخلية من الجنين ( خلايا الإندوديرم ) فتقوم بتكوين أعضاء الجهاز الهضمي والتنفسي ( أي بتكوين الكبد والرئتين والنبكرياس .. الخ ) وكذلك الأنسجة العائدة لهذين الجهازين ( كالغدة الدرقية والغدة السعترية .. ) أما الطبقة الثالثة ( الميزوديرم ) فتتكون بين هاتين الطبقتين، ومن هذه الطبقة ينشأ الدم والأنسجة الدهنية والأنسجة الرابطة، كما تنشأ من هذه الأنسجة الغضاريف والعضلات والأوعية الدموية والهيكل العظمي وأجهزة الدورة الدموية، وكذلك الأنسجة الداخلية التي تغطي الأقسام الداخلية للأعضاء . فجميع خلايا الأنسجة الموجودة في الجسم تنشأ من هذه الخلايا الأصلية .
من المهم جداً فهم الجملة الأخيرة والتفكير فيها وتقييم المعلومات الواردة فيها بشكل صحيح، إذ لا يمكن إدراك ومعرفة وفهم الأمر الخارق لظهور الإنسان إلا بهذه الطريقة .
إن تكون بنية الإنسان بأجمعها ( الأغشية والأنسجة والأنظمة والأوعية والدم ..)
من هذه الطبقات الثلاث التي تكون الجنين سيسوق كل إنسان مفكر ومتأمل إلى البحث عن جواب حول كيفية ظهور هذا العقل الخارق الظاهر في خلايا الإنسان .
وفي هذه الأثناء يجب عدم إهمال العديد من التفصيلات التي تزيد من إعجازية هذه التغيرات، فمثلاً يلاحظ وجود تفاهم وتناسق كاملين بين هذه الطبقات الثلاث من الخلايا، فنشوء أكثر من مئتي نوع من أنواع الجسم من ثلاثة أنواع رئيسية يحتاج ـ طبعاً ـ إلى ترتيب وتسلسل زمني معين . فمثلاً يوجد فرق واضح في الترتيب بين التغير الحاصل عند تشكل خلايا الجلد وهذا الوضع الخارق والمعجز يجلب معه أسئلة عديدة .
كيف تتحقق الفعالية المخططة للخلايا التي تعطي الشكل لجسمك ؟
لو تتبعنا الخلايا في هذه المرحلة فسوف نرى حركة مواصلات كثيفة بينهما . فالخلايا المتشابهة تماماً تبدأ بعد فترة بالتكاثر بعمليات الانقسام لتشكل بنى وتراكيب مختلفة فيما بينها، ولا يفهم سر حركة المواصلات والتنقلات هذه آنذاك، ولكن بمضي كل يوم يتضح أكثر فأكثر بأن حركات التنقل هذه ضرورية جداً لتحقيق الفعاليات بشكل مخطط ودقيق وضرورية لإنشاء جسم الإنسان. فالخلايا تتحرك كمجموعات مثل مجموعات العمال الذين يتوزعون في ساحة العمل، ثم تتجمع الخلايا التي تكون العضو نفسه معاً وتلتصق مع بعضها البعض وتتضاعف عدداً وتتهيأ لتكوين ذلك العضو، وفي نهاية هذه الفعاليات تتحول بعض الخلايا إلى عظام وبعضها الآخر إلى جلد وأخرى إلى عضلات .
تتجمع خلايا العظام في المواضع التي توجد فيها العضلات، وتتجمع خلايا أخرى في الأقسام الداخلية من الجسم لتكوين الأحشاء والأعضاء الداخلي في الإنسان، فبعضها بشكل الدماغ وبعضها العينين وأخرى الأوعية الدموية، وبمرور الوقت تلتحق بهذه المرحلة مراحل أخرى، مثل هجرة الخلايا إلى جهات مثبتة ومعينة وإنشاء الأعضاء بواسطة إهلاك مخطط لبعض الخلايا .. إلخ .
والخلاصة أن استراتيجية كاملة ودقيقة تطبق في أثناء عمليات التغيير هذه، حيث تتحرك الخلايا وتتصرف ضمن خطة معينة . وفي أثناء هذه التحضيرات تكون كل مجموعة من الخلايا قد ألهمت على حدة بكيفية تصرفها .
إن المعلومات المسجلة في جزئ DNA لكل خلية هي نفس المعلومات في جميع الخلايا، ولكن تقوم كل مجموعة من الخلايا باستعمال هذه المعلومات ضمن إطار الخطة الملهمة الها .
لذا يحصل كل عضو على البنية الخاصة به والتي تساعده على أداء مهمته الموكلة إليه .
وبينما تتمايز الخلايا بهذا الشكل ـ من جهة ـ يزداد عددها بعمليات الانقسام من جهة أخرى . لا يوجد في هذا التنظيم الدقيق مكان لأي فوضى، وبفضل هذه التحضيرات لتكوين القلب والعين والدماغ والذراع والساق وسائر الأعضاء الأخرى يبدأ جسم الإنسان بالتشكل شيئاً فشيئاً
حسناً ولكن من الذي يعطي هذا الأمر لهذه الخلايا الناشئة كلها من خلية واحدة مخصبة وكيف تستطيع هذه الخلايا المحرومة من العقل ومن الشعور فهم هذا الأمر وكيف تستطيع تطبيقه وتنفيذه ؟
قام العلماء بملاحظة أن الخطة الموضوعة لتحقيق تمايز الخلايا وحلولها في المواضع الواجب وجودها فيها مخزونة بشكل شيفرات في جزيئات DNAوهنا يواجهنا سؤال آخر وهو : من الذي وضع هذه الخطة الكبيرة والوسعة وبهذا الأسلوب الكامل والبديع في بنك المعلومات المجهرية في نواة الخلية بشكل جزيئات .؟
وحتى لو كانت هذه الخطة مدرجة ومكتوبة في جزئ الـ DNA فما هو العامل المؤثر الذي يمكن الخلايا من قراءة هذه الخطة هذه القراءة الدقيقة الخالية من الأخطاء ؟ كيف تستطيع خلية من مليارات الخلايا الموجودة في الجسم قراءة هذه المعلومات الهائلة الموجودة في بناء المعلومات في الـ DNA واستخراج كل خلية المعلومات الخاصة بها والقيام ـ بعد ذلك ـ بتغيير بنيتها حسب هذه المعلومات والأوامر ؟
فمثلاً : كيف تستطيع الخلايا الصانعة للعين معرفة أين تقف عند عمل شبكية العين وفي أي بنية أو تركيب تقوم بالإنتاج وفي أي مرحلة عليها أن تقف ؟ كيف تستطيع معرفة كل هذا ؟ أو لنأخذ الخلايا الصانعة للكبد والكلية والبنكرياس .. كيف تعرف خصائص هذه الأعضاء التي لم تعرفها من قبل . وكيف تغير نفسها وبنيتها حسب هذه الخصائص؟
وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه الخلايا عند قيامها بتكوين هذه الأعضاء عليها أن تضع أموراً عديدة نصب أعينها . فمثلاً عندما تتغير إحدى الخلايا كي تصبح خلية في الدماغ عليها أن تعرف وأن تضع في اعتبارها مسألة وجوب تغذية الدماغ والنظام العصبي وعملية تبادل الأوكسجين ووجوب اتصال الدماغ بكافة أنحاء الجسم بواسطة الأعصاب، منطقة ً منطقة ً وموضعاً موضعاً، وأن الدماغ ينقسم إلى مناطق عديدة منها منطقة للرؤية وأخرى للسمع وأخرى للإحساس أي يجب معرفة كل خواص الدماغ ووظائفه، كما على الخلايا الأخرى أن تحتاط ضد احتمال أي ضرر يصيب الدماغ، لذا تقوم بالإحاطة به وتكوين تركيب وبنيته يحفظ هذا الدماغ من أي ظروف سيئة عند الولادة .
ولكن كيف تستطيع هذه الخلايا أن تكون صاحبة مثل هذه النظرية البعيدة للمستقبل ؟ .
كل هذه الأسئلة تظهر بشكل واضح كيف أن ولادة أي إنسان معجزة كبيرة . ومن هنا نرى أن نظرية التطور ( التي تدعى أحياناً "نظرية النشوء والارتقاء " قد دخلت في مأزق، لأن أنصار نظرية التطور لا يستطيعون تقديم أي تفسير حول التعاون الجماعي المشترك الخارق للجينات الموجودة في الـ DNA عندما تقوم الخلايا بتكوين الأعضاء وتشكيل الجسم، لأن قيام الجينات (التي هي عبارة عن مجموعات من الذرات ) بمثل هذه الأعمال المنظمة والواعية عن طريق المصادفات مستحيل استحالة تامة . وبسبب هذه الحقيقة الواضحة نرى أن التطوريين يفضلون عدم التطرق إلى هذا الموضوع !
يقول العالم التطوري الألماني هوبمارفون ديتفورث حول التطور المدهش والمعجز الحاصل في بطن الأم :
كيف أمكن ظهور كل هذه الأعداد الكبيرة من الخلايا المختلفة نتيجة انقسام خلية البويضة الواحد؟ إن الظهور التلقائي للاتصالات والعمل الجماعي المشترك والمنظم بين هذه الخلايا هو في مقدمة الألغاز التي تشغل عقول العلماء " [4]
ويضع فلاناغان، مؤلف كتاب " بداية الحيارة " إشارات واستفهامات عديدة فيقول : " كيف يمكن النجاح في وضع مثل هذا التنظيم الصعب ؟ فما الذي يعين أين ستذهب هذه الخلايا وإلى ماذا ستتحول وماذا ستعمل ؟ وما الذي يجعلها تفهم وتعقل ما تفعله ؟ وما الذي يجعلها تعمل باتساق وتلاؤم مع الخلايا الأخرى ؟[5]
أما الجواب الذي أورده هذا الكاتب على أسئلته هذه فقط كان بعيداً عن أي تفسير لهذه الفعاليات الإعجازية ،فقد حاول تفسير هذه الفعاليات كما يأتي : " إن هذه الأسئلة تقودنا إلى أصغر جزيئة في الدنيا مختبئة بين الخلايا والتي تقوم بتكوين الجينات وتصنيع البرنامج والتخطيط الجيني . وبتقدم علم الأحياء فقط تم ولأول مرة إظهار بعض هذه الفعاليات وتفسيرها . لقد انفتح فجأة كتاب الحياة، ولكن مجرد بعض الصفحات المثيرة منه، فنحن لا نزال بعيدين جداً عن معرفة كامل القصة . من الواضح أن الخلايا تعمل بتناسق كبير فيما بينها، وهي تتكيف حالاً مع التعليمات الجينية ضمن هذا الحوار . وهذه التعليمات مخبوءة في الجينات على شكل شيفرات، ويظهر البرنامج الجيني في اليوم الأول من اتحاد خلية الأم مع خلية الأب، ثم يتم ـ بعد ذلك ـ استنساخ ونقل هذه البرنامج عند صنع أي خلية جديدة، لذا تحمل كل خلية في الجسم الجينات نفسها وتحتوي على البرنامج الجينيي نفسه . ولو كان هذا البرنامج فعالاً في كل وقت لقامت كل خلية باستنساخ خلايا تحمل صفاتها، ولكن ليست جميع الخلايا فعالة على الدوام . ويمكنكم تخيل هذا الأمر كما يأتي : لنفرض أن هناك مجموعة من الناس يشتركون في تخطيط معقد لبناية كبيرة جداً . ولا بد من تعاونهم في هذا الأمر . كل شخص فيهم يعرف التخطيط الأساسي ويعطي إشارات من الآخرين، ويستطيع كذلك الإجابة عليها لتأمين تنفيذ التخطيط بشكل جماعي .[6]
من الواضع مما اقتبسناه أن المؤلف يقول بأن الخلايا تبدأ بالتمايز والاختلاف عن بعضها البعض، حيث تتصدى كل مجموعة منها لوظائف مختلفة، وأن البرنامج الجيني هو الذي يوفر الحركة الانسيابية والانسجام فيما بينها ضمن خطة معينة . وهذا صحيح، فقد أدمج داخل كل خلية برنامج كامل لا نقص فيه . ولكن المهم هو : من الذي عمل هذا البرنامج الكامل الخالي من القصور وزرعه داخل الخلايا ؟ لأن البرنامج المذكور هنا ليس برنامج عادياً كبرامج الحاسبات، فهو برنامج تطبقه خلايا تعمل ـ في النهاية ـ على تشكيل إنسان يملك مليارات الخلايا ونظماً معقدة متداخلة فيما بينها ،إنسان له تركيب معقد يرى ويسمع، ويشعر ويفكر ويتخذ القرارات، ويسعد ويتألم، ويحس بالجمال ويتذوقه، ويستطيع هذا الإنسان فحص جزيئات DNA العائدة إليه والتواصل إلى نتائج معينة . ثم إن قيام خلية مشكلة من مجموعة من البروتينات بفهم مثل هذا البرنامج المعقد والشعور بضرورة التصرف حسب هذا البرنامج وتنفيذ كل مرحلة من مراحل بحذافيرها يعد ـ بحد ذاته ـ معجزة كبيرة .

لذى نرىأن أحد أنصار نظرية التطور المعروفين ( وهو رتشارد داروكنز ) يبدو بلا حول ولا قوة أمام العمل الجماعي المشترك للجينات التي تحمل البرنامج الجيني للإنسان حين يقول : " عند نمو الجنين نرى وجود شبكة من العلاقات العديدة المعقدة بين الجينات بحيث نرى من الأفضل عدم التطرق إليها أو المساس بها .[7]
لقد أدرك داوكنز بأن العلاقات الموجودة بين الجينات الموظفة في أثناء معجزة خلق الإنسان والقابليات المدهشة والخارقة التي تظهرها هذه الجينات لا يمكن وجودها عن طريق المصادفات، كما لا يمكن تفسير مثل هذا النظام المعقد والمتشابك بآلية التطور، ولذا اضطر إلى مثل هذا الاعتراف . غير أنه يتجاهل نقطة مهمة، وهي أن استحالة المصادفات هنا لا تظهر فقط في سلسلة المعجزات الجارية في أثناء نمو الجنين بل تظهر حتى عند تكون عضو واحد، بل حتى في خلية واحدة فقط .
إن خلية واحدة متكونة في رحم الأم تتحول في ظروف تسعة أشهر إلى إنسان يرى ويسمع ويشعر ويتنفس ويفكر، ويتحقق كل تفصيل من تفصيلات هذا التحول ضمن خطة كاملة وبديعة والشيء المثير أن هذه المعجزة مستمرة منذ ملايين السنوات بنفس الكمال والدقة .
أما أنصار التطور يدَّعون أن هذه العملية الإعجازية تتم بقرارات صادرة من الذرات العديمة الشعور التي كّونت خلايا الإنسان عن طريق المصادفات، ففي أحد الأيام ( كما يتخيلون ) صدر قرار من هذه الذرات بالتجمع معاً وكونت أعضاء لم تشهدها ولم تعرفها من قبل ! وقد استغرقت هذه الادعاءات غير المنطقية واستولت على أفكارها إلى درجة أنهم لا يستبعدون قيام هذه الذرات غير الواعية بتقاسم الأعمال ومعرفة كل ذرة منها إلى أي مكان في الجسم يجب التوجه إليه لتكوين أعضاء جسم الإنسان، وأنه لم يحصل هنا أي تدخل خارجي بل ثم كل شيء تلقائياً ونتيجة المصادفات العمياء، وأن الذرات والخلايا تعرف كيفية إنجاز كل عملية على أحسن وجه وتتخذ قراراتها بنفسها وتستطيع تكوين وإنشاء الجسم الكامل للإنسان دون أي خطأ أو قصور . ومع أنهم لا يوافقون على وصفنا هذا لمزاعمهم، إلا أن الادعاءات التي يسوقونها تنتهي ـ في الحقيقة ـ في نهاية المطاف إلى هذا المفهوم وإلى هذا المعنى . وهنا يظهر كيف أن التطوريين يواجهون في هذه النقطة هزيمة منطقية كبيرة .
إن كل جزئية وكل تفصيل من التفصيلات التي أوردناها حتى الآن والتي سنوردها فيما بعد تثبت وتبرهن ـ خلافاً لادعاءات التطورين ـ استحالة تكون وتحقق أي مرحلة من مراحل الإنسان وتكامله عن طريق المصادفات . ففي هذه العمليات الخارقة لا يمكن التحدث عن جهود الخلايا أو الجزيئات والذرات التي تكون هذه الخلايا، بل تتم هذه العمليات وأجمعها بأمر " كُن" الصادر من الله تعالى صاحب القدرة اللانهائية :
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمّىً وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (غافر:67)



الوعي الظاهر في خلايا البويضة
يقوم الجسم برفض الأنسجة والأعضاء الغريبة عنه عندما يراد زرعها فيه، لذلك بقي عدم رفض جدار الرحم للخلايا التي تبدأ بالتهيؤ للاستقرار فيه سراً منذ أمد بعيد لأنها خلايا مختلفة من الناحية الجينية عن خلايا الأم . ويحاول الدكتور فلانارغان الإجابة على هذا اللغز فيقول : " نستطيع أن نقول إن مجموعة من الخلايا ترسل إشارات نستطيع وصفها بأنها " إشارات وشيفرات كونية "، وهذه الشيفرات تكون نفسها لدى جميع الناس، حتى إن الأم عندما كانت عبارة عن مثل هذه المجموعة من الخلايا قد قامت بالتعبير عن نفسها هذه الشيفرات أيضاً.لذا لا تقوم خلايا الأم بالدفاع عن نفسها ضد هذه الخلايا الجديدة، لأنها من الناحية البيولوجية لا تعد هذه الخلايا أعداء لها بل خلايا كونية صديقة . [1]
من المفيد هنا الإشارة إلى نقطة هامة جداً . إن مجرد قيام مجموعة من الخلايا بإرسال شيفرات أو رسالة كونية ( حسب تعبير فلاناغان ) وقيام مجموعات أخرى من الخلايا بفهم هذه الرسالة وأنها غير صادرة عن عدو بل عن صديق يعد معجزة كبيرة، إذ يجب ألا يغرب عن البال أننا لا نتحدث هنا عن مجموعة من الناس الواعين بل نتحدث عن مجموعة من الخلايا، عن مجموعة متكونة من ذرات وجزيئات وبروتينات لا تملك لا عيناً ولا أذناًَ ولا دماغاً ولا شك أن توقع صدور أي وعي أو شعور من هذه الخلايا سيكون منطقياً غريباً، والحقيقة التي تظهر أمامنا هي أن استقرار الجنين بكل سهولة ويسر في رحم الأم واستمرار وجودها هذا الكيان هناك لا يتحقق إلا برحمة الله خالق هذا الجنين وأمه ونظم الدفاع في جسم الإنسان .
قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (لقمان:34) .
النظم الخاصة المهيأة للجنين :
تستمر الخلايا المنغرزة في رحم الأم بالتغذية والنمو في هذا الجو الآمن . ولكن هذا وضع محير إلى درجة كبيرة، ذلك لأن هذا الجنين النامي بسرعة في بطن الأم كان من المفروض ـ في الظروف الاعتيادية ـ أن يجابه خطراً كبيراً، وهذا الخطر هو النظام الدفاعي الموجود في جسم الأم .
يهاجم هذا النظام الدفاعي أي جسم عضوي غريب يدخل إلى الجسم لأنه يعده عدواً ويعد الجنين الذي يحمل معلومات جينية مختلفة عن المعلومات الجنينة لجسم الأم جسماً غريباً، لذلك نرى أن الخلايا الدفاعية في دم الأم ما إن تشعر بوجود هذا الجسم العضوي الغريب حتى تبدأ بالاستنفار والتوجه نحو الرحم، ولو لم تتخذ احتياطات خاصة لقامت خلايا الدفاع هذه بالقضاء على الجنين لا محالة .
قبل أن يتعلق الجنين برحم الأم ويلتصق به تقوم خلايا (الأورمة المغذية trophoblast)التي تتكون قرب رحم الأم بتشكيل مصفاة من نوع خاص بين الأوعية الدموية للأم وبين الجنين، ولا تستطيع الخلايا الدفاعية عبور هذه المصفاة، وبذلك يصان الجنين من بطش الخلايا الدفاعية التي تكون آنذاك في حالة استنفار بسبب إعلان حالة الطوارئ في الجسم بل يقوم بعض هذه الخلايا الدفاعية بمساعدة نقل وتوصيل المواد الغذائية والأوكسجين إلى الجنين .
والآن لنتفحص بنية هذه الخلايا الخاصة .
القابلية الهندسية لخلايا تروفوبلاست :
ذكرنا سابقاً أنه على الرغم من نشوء وتكاثر خلايا ترفوبلاست من خلية البويضة فإنها تنفصل عن خلايا الجنين وتأخذ على عاتقها مهمة تقديم جميع أنواع المساعدات للجنين النامي في رحم الأم وفي اليوم السابع للحمل تبدأ هذه الخلايا بالنمو وبتكوين امتدادات لها في جميع الاتجاهات، وغاية هذا التغير هي المساعدة الخلايا للنفاذ إلى الداخل من خلال جدار الرحم . وفي أثناء هذا الدخول تتواجه مع الشعيرات الدموية للأم فتقوم باختراق سطحها الخارجي، وهكذا يكون نسيج الجنين قد ارتبط بدم الأم في خلال اليوم السابع واليوم الثامن من أيام الحمل .
تقوم بعض خلايا تروفوبلاست بتمزيق جدران الخلايا الدموية الشعرية الموجودة في جدار الرحم منتجة بعض الإنزيمات، وهكذا تقوم بتخفيض ضغط دم الأم عن الجنين وتتصرف خلايا الأورمة المغذية trophoblast وكأنها على علم مسبق بهذا الخطر المحتمل فتتخذ التدابير التي تصون بها الجنين من الموت . ولو لم تقوم هذه الخلايا بهذا التغيير لكان ذلك سبباً في دخول دم الأم إلى الداخل بضغط مرتفع، ولكانت النتيجة المتوقعة لمثل هذه الحالة تطبيق دم الأم ضغطاً عالياً علىالجنين من الخارج مما كان سيؤدي إلى إيقاف الدورة الدموية للجنين .
وبتقدم الأسابيع تقوم بعض هذه الخلايا الخاصة بتكوين سد أمام دم الأم . ولهذا السد الذي يدعى المشيمة بنية خاصة جداً، فعندما ندقق عن قرب نرى أن خلايا ترفوبلاست بتكوينها هذا السد تقوم بوظيفة حاجز أمام دم الأم . وهذه نقطة هامة جداً، لأن الجنين أصبح الآن في اربتاط وثيق مع أنسجة الأم ويتغذى بالمواد الموجودة في دمها، فيجب أن تدخل المواد الغذائية، ولكن يجب ألا تصل معها الخلايا الدفاعية الموجودة في دم الأم . لذا يقوم هذا السد ( أي المشيمة ) بمنع خلايا الدفاع الموجودة في دم الأم من الوصول إلى الجنين، ولكن كيف تتم تغذية الجنين الذي حيل بينه وبين وصول دم الأم إليه ؟
جواب هذا السؤال يرينا كمال التصميم الموجود في الخلايا، فالفجوات الدقيقة الموجودة بين خلايا هذا السد لها الحجم الكافي لمرور المواد الغذائية الموجودة في بلازما دم الأم إلى الجنين الذي هو في حاجة ماسة إلى هذه المواد . فالأوكسجين والمواد الغذائية والمعادن تجتاز هذه الفجوات وتصل إلى الجنين، ولكن خلايا الدفاع لا تستطيع المرور من خلال هذه الفجوات لأنها أكبر منها حجماً .
وعندما نتأمل هذا الجسر الذي يصل بين الأم والجنين نرى أن هذا العمل الذي تنجزه خلايا "تروفوبلاست " يستوجب معرفة هندسية دقيقة وكاملة، لأن النظم المقامة من قبل هذه الخلايا تكون قد أرست قواعد "جسر الحياة " بين الأم وجنينها . فهي ـ من جانب ـ تكون سداً منيعاً أمام المواد المهلكة للجنين، ومن جهة أخرى تترك فجوات ومسالك لوصول المواد الضرورية إليه .
ما ذكرناه آنفاً ليس إلا جزء قليلاً من خواص ووظائف خلايا تروفويلاست، ولكنه يكفي للاستدلال على كمال التصميم ولا شك أنه من الواضح جداً أن هذا التركيب والبنية التي تقوم بتكوين فجوات ومسالك بمقياس منضبط ومعير تماماً لمرور المواد النافعة إلى الداخل ومنع مرور المواد الخطرة والضارة للجنين لا يمكن أن تظهر نتيجة المصادفات أبداً .
تشاهد في هذه الصورة الجنين في مرحلة البلاستولا وهو منغرس في جدار الرحم . فالجنين يعثر على منطقة تكثر فيها الأوعية الدموية وتلتصق بها . وكما تنمو البذرة المزروعة في الأرض وتصعد إلى أعلى من جهة وتمد جذورها إلى باطن التربة من جهة أخرى ، كذلك ينمو الجنين من جهة ومن جهة أخرى يتقدم نحو عمق النسيج الذي يستمد منه الغذاء ليجد له أوعية دموية جديدة . والتي تقوم بهذا العمل الجديد . والتي تقوم بهذا العمل وخلايا خاصة تسمى خلايا الجرثومة الغذائية Trophoblast الموجودة خارج الجنين .
ومن يعتقد بأن جميع هذه المواصفات والخواص الخارقة قد ظهرت عن طريق المصادفات العشوائية يعجز عن الإجابة عن الأسئلة الآتية :
من أين تعرف هذه الخلايا المواد الضرورية لنمو الجنين ؟
كيف تستطيع تمييز المواد الضرورية للجنين من بين المواد العديدة جداً الموجودة في الدم ؟
كيف تعلمت أن خلايا الدفاع تكون مهلكة وضارة للجنين ؟
كيف استطاعت معرفة حجم المواد الضارة والخطرة ؟
كيف عقلت ضرورة إقامة شبكة تمنع مرور هذه المواد الخطرة، وتسمح في الوقت نفسه بمرور المواد النافعة .
كيف عرفت أن خلايا الدماغ ضارة وخطيرة بالنسبة للجنين ؟
كيف وصلت منذ البداية إلى معرفة أحجام المواد الخطرة .
كيف عقلت وأدركت كيفية بناء شبكة تقوم بمنع المواد الخطرة للجنين وتسمح في الوقت نفسه للمواد الضرورية النافعة بالمرور؟
من الضروري ـ من أجل حفظ نسل الإنسان، ـ عدم وجود أي خطأ في هذا النظام وكل من عنده مسحة من عقل وإنصاف يعرف أن المصادفات العشوائية لا تستطيع أن تكسب الخلايا مثل هذه القابلية والمواصفات لا تستطيع إيجاد نظام ثم تأمين عمل هذا النظام عينه في جميع البشر . لا شك بأن الله تعالى هو خالق خلايا تروفوبلاست وهو الذي أكسبها هذه القابليات وهذه الصفات التي تساعد علىنشوء الإنسان، وهذا مثال واحد فقط من بديع صنع الله وخلقه :
قال تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الاحقاف:4) .
المشيمة جسر الحياة بين كائنين حيين :
عندما نقارن الأجهزة المساعدة لحيارة الإنسان التي تبلغ أسعارها ملايين الدولارات والتي توجد في أحدث المستشفيات التي تستخدم آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا العصرية مع قطعة لحم لا تزن إلا بضعة كيلوغرامات تبدو هذه الأجهزة أمامها كأجهزة بدائية متخلفة عنها كثيراً . قطعة اللحم هذه هي خلايا المشيمة التي يطلق عليها بحق اسم " البطل الحقيقي للولادة " [2]
المشيمة هي الجهاز الوحيد الذي يقوم بحساب الحاجات المتغيرة للجنين وكيفية إشباع هذه الحاجات دون أي نقص، فالحلايا الموجودة على السطح الخارجي للمشيمة تكّون نوعاً من جهاز تصفية بين الأوعية الدموية للأم وبين الجنين ، فمثلاً بينما يقوم بالسماح للمواد الغذائية بالمرور نراه يمنع مرور عناصر الدفاع في الدم من المرور فيه . والمشيمة تتكون أيضاً من الخلايا ، فمن أين تستطيع هذه الخلايا معرفة حاجات الجنين ؟ وكيف تفهم نوع الخلايا التي يجب حماية الجنين منها ؟ وكيف تستطيع تمييز وانتخاب المواد التي يحتاجها الجنين من بين ملايين الجزيئات ؟ من الذي أعطى هذا العقل الخارق للمشيمة التي هي عبارة عن مجرد قطعة لحم مكونة من خلايا ؟ لا شك أن الله وحده هو الذي اتخذ جميع الدابير اللازمة لصيانة حياة الجنين ووضع النظم الكفيلة لتحقق هذا في الجسم ، إنه على كل شيء قدير .
يبدأ الجنين بعد مرحلة معينة بأخذ الغذاء والأوكسجين والمواد الأخرى اللازمة لنموه من دم الأم، وللمشيمة التركيب والبنية التي يتحقق بها هذا الأمر، وهي تقوم بوظيفة الجسر في تجهيز هذه المواد وتوصيلها وتبادلها بين الأم وبين الجنين، فلقد خلقت المشيمة لمواجهة وتلبية حاجات الجنين النامي ومتطلباته .
هذه المشيمة مملوءة بأوعية دموية لينة تقوم من خلال نفاذها من بين خلايا ترفوبلاست بنقل المواد الغذائية إلى الجنين .

صورة للطفل داخل بطن الأم صورت بالأمواج فوق الصوتية
تقوم المشيمة أولاً بنقل جميع المواد الغذائية الآتية من الأم والأوكسجين والمعادن الضرورية (كالحديد والكالسيون ) إلى الحبل السري ومنه إلى الشعيرات الدموية للجنين . ولا تكتفي المشيمة بنقل الأغذية الضرورية للتمثيل الغذائي للجنين، بل تقوم باختيار الأغذية اللازمة لتكوين الأنسجة الجديدة وتوصلها إلى الجنين [3]
حيث يجب قيام الجنين باستخدام جميع الأحماض الأمينية من أجل صنع مختلف التراكيب (الدهن والكاربوهيدرات والأحماض النووية .. إلخ ) . وتختار المشيمة هذه المواد من دم الأم، وتنجز ذلك عادة بواسطة حاملات معينة، حيث تقوم بخزنها واستعمال ما تحتاج إليها، ثم ترسل القسم الآخر منها إلى الدورة الدموية للجنين . وبالإضافة إلى الأغذية تمر الأيونات أيضاً من خلال المشيمة . يوجد نوعان من الأيونات مهمان جداً للجنين ويجب خزنهما بكثرة، أحدهما أيونات الحديد، فهي ضرورية لزيادة حجم الدم، والأخرى أيونات الكالسيوم، وهي ضرورية لنمو العظام . ويتم نقل هذه الأيونات بصورة متلاحقة ومستمرة، فإن كان مقدار الحديد الذي تأخذه الأم قليلاً قامت المشيمة بامتصاص المقدار الضروري لها من الحديد من دم الأم ( مهما كانت النتيجة ) استجابة إلى حاجة الجنين للقيام بحفظه من كل نوع من أنواع المخاطر .[4]
وتقوم المشيمة بالعملية المعاكسة أيضاً، أي تقوم بجميع فضلات الجنين ونقلها إلى الدم الأم بكل مهارة .
ولا ننسى أن المشيمة التي ننسب إليها أفعالاً مثل " تأخذ" أو " تنقل " أو " تختار " إنما هي عبارة عن نسيج متكون من الخلايا أيضاً، أي أن المشيمة القائمة بكل هذه الأعمال، والتي تعرف حاجة الجنين للحديد وتستطيع سحب ذرات الحديد من بين مواد كثيرة موجودة في الدم وتعرف كيفية استعمالها ... هذه المشيمة ليست سوى نسيج مؤلف من مجموعة من الخلايا، والخلايا المكونة للمشيمة تدرك ما تحتاجه من المواد وتستطيع اختيارها .
إن معرفة خلية من الخلايا لنوعية ذرة ما أعجوة كبيرة بلا شك. وبجانب معرفتها هذه الذرات فإن قيامها بأخذ هذه الذرات بالمقدار المناسب ونقله عمل خارق وغير اعتيادي، لذا يجب تقييم المعلومات المقدمة حتى الآن والتي سوف يتم تقديمها فيما بعد من زواية هذه النطفة على الدوام .
إن الفعاليات التي تشكل خلق الإنسان موجودة في التصرفات والفعاليات الواعية التي تقوم بها الخلايا والذرات والجزيئات التي تكون هذه الخلايا، ولا يعود هذا الوعي بلا ريب إليها بل إلى الله الذي ألهم كل واحدة منها واجباتها .
وكل التفصيلات التي سنتناولها فيما بعد أدلة واضحة على الخلق .
الواجبات الحيوية الأخرى للمشيمة :
للجبل السري ( الذي يملك بنية حبل طويل يربط الجنين بالمشيمة ) ثلاثة عروق دموية، يدعى أحدها " العرق الجامع للسرة"وهو ينقل الغذاء والأوكسجين الموجود في الدم من المشيمة إلى الجنين، والعرقان الآخران هما " العرقان النابضان للسرة " ويقومان بنقل ثاني أكسيد الكربون وفضلات الغذاء الأخرى من دم الجنين إلى المشيمة .
لا يلتوي الحبل السري على نفسه ولا يلتف ولا يلتف بسهولة، وذلك بفضل تركيبه المرن والمتين . وهذه الخاصية مهمة جداً للحيلولة دون حدوث أي موانع أو عوائق في موضوع نقل الدم، كما أن تركيبه المرن يسمح بحركة الطفل في أنسب شكل .
عندما نتأمل وظائف المشيمة نرى أنها قد تكون أحياناً بمثابة رئة للجنين وأحياناً بمثابة معدة أو كبد وأحياناً بمثابة كلية . ولا تقوم المشيمة بأداء هذه الوظائف على نسق واحد مطرد بل حسب الحاجات المتغيرة للطفل، فمثلاً الأغذية التي يحتاجها الجنين وهو في الشهر الأول وفي الشهر الثاني تختلف عن الأغذية التي يحتاجها وهو في الشهر الثامن وفي الشهر التاسع . ولكن المشيمة تقوم بتعيير هذه الحاجات بشكل متوازن ودقيق وتختار أسهل الأغذية وتقدمها للجنين .
ومن أهم وظائف المشيمة إفراز الهرمونات الضرورية كهرمونات الإستروجين و البروجستيرون، ويقوم الهرمون الأخير خاصة بتنشيط رحم الأم لمساعدة الجنين من الناحية المادية وتكوين أفضل بيئة لنمو الجنين في يسر وراحة، كما يقوم أيضاً بتنشيط الخلايا الحليبية في صدر الأم لتكوين مهيأة للإرضاع عند حلول وقت الإرضاع . وبجانب هذا يقوم هذا الهرمون بالمساعدة في زيادة كفاءة عمليات الأيض في جسم الأم، وبذلك يساهم في بقاء الأم في صحة وفي راحة . إن إفراز هذا الهرمون بشكل كامل وغير ناقص وبالمقدار المطلوب مهم من ناحية جعل الرحم مكاناً آمناً ومريحاً للجنين، وهو مهم أيضاً لولادة الطفل بشكل صحي . كما تقوم هذه الهرمونات بتهيئة رحم الأم للولادة .
وبحانب جميع هذه الوظائف تقوم المشيمة أيضاً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل بزيادة مناعة الجنين ضد الالتهابات المحتملة .
كل ما شرحناه حتى الآن ليس سوى بعض الوظائف التي تقوم بها المشيمة في أثناء نمو الجنين، وكل موضوع من المواضيع التي شرحناها يحتوي على تفصيلات كثيرة ودقيقة إلى درجة لا يتصورها عقل الإنسان، وكل نظام يستند إلى تحقق العديد من الفعاليات والتفاعلات الكيميائية المعقدة. وكل بحث جديد حول نمو الجنين يكشف عن وظيفة جديدة للمشيمة تقوم بها لأجل صحة الجنين ونموه، ولكن توجد صفة مشتركة بين جميع هذه الوظائف وهي قيام المشيمة بربط الجنين مع أمه في تناسق وتلاؤم كاملين . وهذا التلاؤم مهم جداً، لأن أي خلل في أي توازن من التوازنات التي تحققها الآليات الموجودة في جسم الأم سيؤدي إلى استحالة بقاء الجنين حياً.
لا شك أن قيام نسيج من الأنسجة يتألف من مجموعة من الخلايا بمعرفة حاجات كائن حي وفهم ما ينقصه وما يلزمه وكيفية إزالة هذه النواقص وإنتاج المواد الضرورية واللازمة وبالمقدار الصحيح واللازم واختيار المواد من الخارج ( وباختصار : القيام بكل هذه الأعمال والفعاليات التي تستلزم شعوراً ووعياً ) ليس أمر نابعاً من المشيمة نفسها ولا يمكن أن يكون كذلك . ولو طلب من إنسان القيام بهذه الوظائف والفعاليات لاستحال عليه ذلك ولعجز عنه، فمن المستحيل على أي شخص لم يتلق تعليماً وتدريباً طبيين معرفة حاجات الجنين في كل لحظة واتخاذ التدابير اللازمة حسب هذه الحاجات واختيار المواد الضرورية وسحب الفضلات التي يخلفها الجنين، بل يستحيل حتى على الشخص المتدرب طبياً القيام بهذه المهمات ليل نهار دون أي راحة أوتوقف ودون أي قصور أو خلل.
ولكن المشيمة ( التي هي عبارة عن قطعة من النسيج ) تستطيع إنجاز جميع هذه الوظائف المهمة دون أي خلل دون أي نقص . وفوق ذلك فإن المشيمة تقوم بهذه الفعاليات والأعمال الواعية وبكفاءة عالية منذ آلاف السنوات وعند مليارات من النساء اللاتي عشن حتى الآن . ولاشك أن هذا الكمال في بنية المشيمة وأعمالها الواعية هذه ليست إلا نيتجة خلق الله لها بهذه المواصفات والخصائص وإدِّعاء العكس خروج من من دائرة حدود العقل . إن الله تعالى بهذه التصاميم الرائعة التي خلقها في جسم الإنسان إنما يعرض أمام أنظارنا صعنته التي لا مثيل ولا نظير لها، ويأمرنا في آياته أن نتفكر ونتأمل هذه الحقائق :
قال تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) (مريم:65).
وعند قراءة المواضيع القادمة يجب ألا ننسى نقطة مهمة، وهي أننا لا حظنا ـ في الأمثلة المقدمة حتى الآن ـ أن الذي يقوم بجميع هذه الأعمال ضمن مخطط مرسوم، والذي يقوم بتغيير وظيفته عندما يحين وقت معلوم، والذي يعرف متى يتوقف، والذي لا يترك موضع وظيفته عندما يحين وقت معلوم، والذي يعرف متى يتوقف، والذي لا يترك موضع وظيفته، والذي يعمل ضمن كادر جماعي والذي يستطيع أن يختار حسب الحاجة، والذي ينتج المواد اللازمة في اللحظة المناسبة .. كل هذه الأعمال الباهرة تنجز من قبل الخلايا الموجودة في الجسم، وكما سنستعرض بالتفصيل في الصفحات القادمة، فهناك عقل واضح في تصرفات هذه الخلايا وفي فعالياتها، ولا يمكن أن يكون هذا العقل راجعاً لهذه الخلايا، كما لا يمكن أن تكون للخلايا (المتكونة من ذرات لا حياة فيها ولا شعور ) خصائص التفكير والقدرة على اتخاذ القرارات، إن هذه المعجزات دليل على خلق الله عز وجل، ويجب ألا ننسى هذه الحقيقة أبداً لأنها وسيلة لشهور القدرة اللانهائية لله تعالى .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رحم الأم أفضل مكان للجنين وأكثره أماناً
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الأم أحلى والذ كلمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المميزون ابداعات مربو الأجيال :: منتدى الثقافة العامة والمعلومات-
انتقل الى: