فينجرّ بنا الكلام والحديث شجون، وبالتفنن يبلغ المستفيدون ما يرجون، إلى
ذكر البلاد الأندلسية، ووصف رياضها السندسية… فصرت أورد من بدائع بلغائها
ما يجري على لساني، من الفيض الرحماني، وأسرد من كلام وزيرها لسان الدين
بن الخطيب السلماني… ما تثيره المناسبة وتقتضيه، وتميل إليه الطباع
السّليمة وترتضيه من النظم الجزل في الجدّ والهزل… فلما تكرر ذلك غير مرة
على أسماعهم لهجوا به دون غيره حتى صار كأنه كلمة إجماعهم، وعلق بقلوبهم،
وأضحى منتهى مطلوبهم، ومنية آمالهم وأطماعهم… فطلب مني المولى أحمد
الشاهيني إذ ذاك، وهو الماجد المذكور، ذو السعي المشكور أن أتصدى للتعريف
بلسان الدين في مصنف يعرب عن بعض أحواله وأنبائه وبدائعه وصنائعه ووقائعه
مع ملوك عصره وعلمائه وأدبائه…" فحاول (المقري) الاعتذار لكن صاحبه يلحّ،
فلم يقو على ردّ ملحّ لعزيز، فأقدم على عمله، وكله عزم وحزم، فقدم للمكتبة
العربية مرجعاً هاماً، وتحفة أسلوبية ذات تميّز عربي، ببيانها على لسان
أحد أبناء الضاد في (الجزائر) خصوصاً، وفي المغرب العربي عموماً.
فكان (المجلد الأول): عن (الأندلس) تاريخاً ومدناً وإنتاجاً، وطوائف
وفتحاً، وأعلاماً، في السياسة، والفكر والدين والشعر والأدب، (في 704 صفحة).
وكان (المجلد الثاني) عن بعض "من رحل من الأندلسيين إلى بلاد المشرق"
فشمل نحو (307 شخصية) بينما ضم (المجلد الثالث) "بعض الوافدين على الأندلس من أهل المشرق". والحصيلة أكثر من (475 شخصية) ويتلاحق ذلك في معظم صفحات (المجلد الرابع)، أكثر من (700 شخصية) متبوعة بحديث عن "تغلّب العدوّ على الأندلس واستغاثة أهلها معاصريهم لإنقاذها" في أكثر من (مئتي صفحة). ثم يستأثر (لسان الدين بن الخطيب) بثلاثة مجلدات: (الخامس) و(السادس) و(السابع) عن أسلافه، ونشأته، ومشائخه، وصلاته بالملوك والأكابر، مع جملة نماذج مطولة من إنتاجه، نثراً وشعراً، ثم أولاده، وبعض صلاته الأخرى
المختلفة. وقد أفرد المحقق والناشر (المجلد الثامن) للفهارس
المختلفة ذات النفع الكبير بالنسبة للباحثين، عرباً وأجانبَ.
فااكتاب صورة أدبية فكرية سياسية للأندلس التي أنجبت رجالاً واستقطبت
أعلاماً، فبنت لها مجداً أتلفه (ملوك الطوائف) فسحقوه تحت (حوافرهم)
صراعاً على المواقع و(المغانم). لقد أحبّ (المقري) الأندلس وأديبها (ابن الخطيب) كما أحبّ (دمشق) وأهلها، مثل هيامه الروحي بالبقاع المقدسة، مهبط الرسالة المحمدية، مثلما بقي الشوق مقيماً في نفسه إلى وطنه (الجزائر) التي تنفس هواءها، مثل (فاس) التي وضعت قدميه على طريق المجد عالماً فقيهاً مصنفاً أديباً.
فكان علماً عربياً، بحسّ قومي تغلغل في أعماقه، وأنجز
أعمالاً خدمت أمته وعبرت عن إمكانياته وظروف عصره سياسياً، وأدبياً.
فإن بقي أول عمل له (روضة الآس) إحدى الخطوات الأولى الناجحة له في
معاجم الأعلام، فإن آخر عمل له (نفح الطيب) صورة متوهجة، حية لآخر الأنفاس
في (الأدب المغاربي) عموماً، و(الأدب الجزائري) خصوصاً قبل أن يتدحرج نحو
الهاوية، في عصر (الظلمات) كما هو صورة في الوقت ذاته للمستويات الشعرية
في الأندلس بهذا الفيض من النماذج التي أشبع بها المؤلف صفحات (النفح)
التي بلغت أربعة آلاف وثمانمئة وخمسين صفحة (4850 ص) وهو تراث مشترك بين جناحي الوطن العربي (مشرقه ومغربه) له كله على (المقري) فضل، كما لهذا على وطنه الأكبر جميعه دين في تقدير جهده، المقرون بالحب والإخلاص. للذين
يعطون أوطانهم بسخاء، من دون منّ ولا أذى
2 hamza28, في 04/05/2009 على الساعة 19:10
مدينة بوسعادة
كبرى الدوائر بعد عاصمة الولاية تقع جنوب غرب الولاية حوالي 60 كلم .
يبلغ عدد سكانها 290000 نسمة تحتوي على معالم سياحية وتاريخية هامة . حصلت على وعود كثيرة لترقى إلى مصاف ولاية.;وكانت أكبر من عاصمةالولايةنفسهامن حيث عدد المؤسسات التربوية والثقافية والاجتماعية ومن حيث عدد السكان وهدا قبل سنة 1974 بلدية عين الريش من أهم البلديات بولاية المسيلة لانها تعتبر منطقة المقاومة التي دكرها المقري وعاش فيها . وهي تعتبر بوابة جبل بوكحيل الدي جرت فيه عدة معارك اضافة إلى المناطق السياحية الهامة مثل قمرة و السيلة..............
مدينة سيدي عامر العريقة
تقع دائرة سيدي عامر جنوب غرب ولاية المسيلة يحدها من الشمال دائرة عين
الحجل ومن الشمال الغربي سيدي عيسى ومن الجنوب دائرة جبل مساعد ودائرة
مجدل ...من الشرق دائرة سيدي إبراهيم ومن الجنوب الشرقي دائرة بوسعادة أما
من الغرب فتتقاسم الحدود مع حد الصحاري التابعة لولاية الجلفة ترجع نشأتها
إلى 1991بموجب المرسوم رقم:306المؤرخ في..24-08-1991اثر التقسيم الإداري الأخير . أما بالنسبة إلى بلدية سيدي عامر يعود تاريخ إنشاءها في سنة1973. أما مدينة سيدي عامر فيعود تاريخها إلى سنة 1930وقبل ذالك كانت ضيعة أو عبارة عن مجموعة بويتات ترابية لاتكسب من الحياة سوى اراض واسقاف من القش وبئر ماء ، وقطعان أغنام وذلك يعود سنة 1917.
التاريخ الثوري لابناء المنطقة
حدثت هذه المعركة المباركة بإذن الله في منتصف شهر رمضان يوم 26 مارس
1959م وحسب شهادة المجاهد بلخيري الحاج علي المكلف بالتموين الغذائي فإن
هذه المعركة من أعنف المعارك التي خاضها الجزائريون الأبطال ضد جيش
الاحتلال الفرنسي ومهما كان الوصف فلا يمكن لأي مؤرخ أن ينقل هولها
وعظمتها وعنفها وقد قاد جيش التحرير فيها البطل الشهيد الرائد خزار أحمد
المدعو دقمان وكان عدد المجاهدين معه 150 وحسب شهود عيان فإن المعركة تمت بجبل زمرة أين كان يتمركز جيش البطل الرائد سي دقمان وقد استعملت فيها فرنسا الطائرات المقنبلة وطائرات إنزال الكمندوس وعدد كبير جدا من المدافع والدبابات و آلاف الجنود فكانت المعركة كما قال أحد الشهود كأن القيامة قد قامت وكانت الطائرات المقنبلة تمر فوق رؤوس سكان ميطر والتافزة وعين السبع والمقسم بأعداد مكثفة في إتجاه جبل زمرة ثم ترمي بعشرات القنابل المدمرة
والحارقة بالإضافة إلى عشرات الطائرات العمودية التي قامت بإنزال المئات
من قوات الكمندوس الفرنسية أما المجاهدين الأبطال فقد صمدوا صمودا بطولي
أمام قوات العدو المكثفة كما أن جنود الاحتلال كانوا يتساقطون تحت ضربات
أبطالنا بالعشرات وكانوا يطلقون الرصاص على الكمندوس قبل أن يصلوا إلى
الأرض حيث يتناثرون جثثا هامدة كالطيور تحت ضربات الصيادين مع الأسف
المعركة كانت غير متكافئة أما نتائجها فكانت كما يلي : - عدد الشهداء :134
شهيد وهم مدفونين في أرض المعركة - عدد القتلى الفرنسيين 953 قتيل الله
أكبر* الله أكبر* الله أكبر لسم الله الرحمان الرحيم
((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
﴿169﴾ فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ
لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿170﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ
اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿171﴾
الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ
عَظِيمٌ ﴿172﴾ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا