أيها القلم , أعلنت استقالتي ...!

1. أيها القلم , أعلنت استقالتي ...!

حينَ عرفتُكَ... ما كنْتُ قدْ عرَفتُ قطّ سُطورَ الورَق
ولاَ هذيَانَ القلَم
ولَمْ أرْتكِبْ جريمَةَ سفكِ المدَادِ يوْمًا ..
أنتَ من حرض يراعي على ارتكاب وزر البَوْحِ
ومعْصيةِ الكِتَابةِ ..
هَا قدْ كتبتُكَ حروفَ شوْقٍ
وذَرَفْتُكَ دموعَ ألَمٍ ..
مُستسْلمَا لضُعفِي ... ومرّاتٍ متمردًا على نفْسِي وعلَيْكَ ..
وماذَا بعْدُ ..
أرَانِي اليَوْمَ وحرْفِي أسيرٌ خلْفَ السُّطورِ
كظِلٍّ يُفنيهِ مغيبُ الشّمْس
كغَيمَةٍ عقيمةٍ ... تلبّدتْ لتحجُبَ ضوْءَ النّهار ولاَ تأتِي بالمَطَرِ ....
جفّ المدادُ
فمَا بقيَ منهُ سوَى آثارهِ علَى أنَاملِي.... تسَجّلُ بصمَاتِ عجْزِي ..
يا رَاحِلاً رَفَلَ بِالبَياضِ ..
بترَ يرَاعِي مِنْ بينَ أنامِلِي ..
باتَ بلا حياةٍ.... وقد نزَفَ فِي وَدَاعِكَ نزفَهُ الأَخيرَ
وأعلنَ عن البَوْح توبتَهُ ..
قلبِي المذْبوحُ علَى قارِعةِ الوَرَقِ
ينزِفُ الصّمتُ تأوّهاتِ ألَم
وغاشيَاتِ الحُزْن.... تغْرِقُ بالدّمْعِ المؤقت
هدير الذّاكرةِ قاصفاتُ رعدٍ دوّى في حَنَايَا الرّوحِ
تشْتعِلُ بصعق برْقهَا نيرانُ وجْد
فتتَوّهجُ صَفَحاتِي برَقيقِ الكِلمَات ....تعْزفُ أنشُودةَ الشّوْقِ
تُدير سوَاقي المِدادِ
أسْمَعُ الرِّيحَ مَزَامِيرَ حَنِينٍ تُؤُرْجِحُ الأغْصَانَ
وَقَلْبِي مُشْرَعٌ للفَرَحِ ، يَغْزِلُ بِنَوْلِ الصََّبْرِ خُيوطَ أَمَل
يَرْقُبُ فِي الأُفُقِ فُلولَ الغَيْمَ أمانِيّ َ بِشَارَة ..
وَجِئْتَ يَا بَيَاضَ الحَنينَ ، جِئتَ تَطْرُقُ لَيْلِي بِالزَّمْهَرِيرِ
تَفْتَرِشُ قَلبِي ، تَزْفِرُ الصَّقِيعَ طَعَناتِ خَيبَةٍ
صَفْحَة بَيْضَاءَ تُغْوي المِدَادَ
والبَاترُ المَبْتُورُ تخَثرَتْ دِمَاؤهُ
فلاَ عطرا سكَبَ ولاَ لوْنًا ..
لَمْلَمْتُ حُزْنِي أنْثُرهُ ألوَانَ حُلُمٍ فِي سَمَائِي ..
سَقَطَ عَلَى الأرْضِ ، لِيَرْسُمَ صُورَةَ الوَاقِع ..

» من جرح الالم نطق القلم
» من مهامك أيها القائد
» كن حكيما أيها المدير......في معاملاتك؟